اختبار العميل للمنتج: كيف تُقدم منتجًا يثق به جمهورك

في بداية مشروعك أيًا كان نوعه، سترغب في تنفيذ العديد من الأفكار دفعة واحدة. وربما تُقدّم بعض الأفكار عن الأخرى؛ ظنًا منك بأن هذه هي المنتجات التي يريدها جمهورك في الوقت الحالي. لكن إذا لم تدرس احتياجات العملاء وتشاركهم معك في عملية الاختيار، فهذا معناه أنك تجازف بمواردك وطاقة فريقك، وقد يصل الأمر إلى تطوير خدمة أو صناعة منتج به كل المواصفات اللازمة غير أنه لا يُباع، والسبب؟ العميل لا يحتاجه!

ونعم، قد يعجبك المنتج ويُعجب به فريقك ومعارفك، ولكن في النهاية نحن نقدم المنتجات إلى جمهور مستهدف، قد يختلف كثيرًا عن الدائرة المحيطة بنا، فعلى سبيل المثال، قد تصمم منتجًا صعب الاستخدام، ولكنك لم تواجه هذه المشكلة أنت وفريقك؛ لأنكم مَن صممتوه، لذلك فطريقة استخدامه سلسة بالنسبة لكم، ولكن ماذا عن العملاء؟ لن تتأكد سوى بتجربة العميل للمنتج.

جدول المحتويات:

أهمية اختبار العميل للمنتج

ومن هنا يمكننا الاتفاق على أن إشراك العميل في عملية اختبار المنتج لن يساعدك فقط على معرفة المنتجات المطلوبة في السوق، بل سيضمن أنك تقدم المنتج بالمواصفات التي تُسهِّل على العملاء قضاء احتياجاتهم، وستحصل أيضًا على تقييمات من المستخدمين النهائيين عن جودة المنتج ومدى سهولة استخدامه وغيرها من المعلومات التي تساهم مباشرةً في تطوير المنتج ونجاحه.

إذًا، ما هي الطريقة التي تساعدك على إشراك العميل في اختبار منتجك؟ في الحقيقة، تتوقف الطريقة المثالية على طبيعة المنتج والجمهور المستهدف وقنوات التواصل فيما بينكم. لذلك اقرأ النصائح التالية بعناية، واختر منها ما يتوافق معك، وبإمكانك دمج أكثر من طريقة؛ حتى تحصل على معلومات أكثر.. هيا بنا!

أنواع اختبارات العميل للمنتج

يمكن أن نصنف اختبار العميل للمنتج على أنه المرحلة الأخيرة قبل عرض المنتجات بصورتها النهائية؛ إذ يسبق مرحلة الاختبار مراحل أخرى مهمة، مثل:

  1. معرفة جمهورك المستهدف ومواصفاته بدقة
  2. تحديد مشكلة أو احتياج رئيسي لديهم
  3. توليد أكبر قدر من الأفكار القوية والعملية لسد هذا الاحتياج
  4. خلق نسخة أولوية من هذا المنتج بعد اختيار أفضل فكرة
  5. إشراك العملاء المستهدفين باختبارهم للنسخة الأولوية

ولإجراء عملية الاختبار، يمكن أن تتبع إحدى الطرق الآتية:

1. اختبار قابلية الاستخدام

سيحصل العملاء في هذا النوع على نسخة من المنتج، سواء بصورته النهائية أو الأولية. ومهمتك في هذه الحالة هي معرفة آرائهم عن سهولة استخدامه ومقدار تلبيته لاحتياجاتهم. يساعدك اختبار قابلية الاستخدام على التحقق من أنك اخترت الفكرة الصحيحة التي تُشبع احتياجات الجمهور وتخاطب فعلًا المشكلة الرئيسية التي كانت تواجههم.

ولكن لاحظ أن اختبار قابلية الاستخدام Usability Testing يختلف عن اختبار العميل للمنتج User testing في العديد من النقاط، منها:

  • يمكن النظر لاختبار العميل للمنتج على أنه التجربة الشاملة التي يمر بها العميل بدءًا من لحظة تفاعله مع منتجك حتى ما بعد عملية الاستخدام، في حين يستهدف اختبار القابلية جزءًا محددًا وهو سهولة الاستخدام وفوائد منتجك على العميل.
  • يهتم اختبار العميل بمعرفة رضا الجمهور عن المنتج، ليس فقط في تلبية احتياجهم، بل أيضًا في تذكره وتفضيله عن المنتجات الأخرى وإمكانية ترشيحه للعملاء الآخرين ومدى إعجابهم به، في حين لا يهتم اختبار القابلية إلا بالاستخدام وفاعليته ومعرفة أي أخطاء أو عيوب موجودة في المنتج.

ما هي طريقة إجراء اختبار قابلية الاستخدام؟

الاختبارات التفاعلية

إذا قررت اعتماد اختبار قابلية الاستخدام، فأنصحك هنا بتحديد طريقة التواصل التي ستعتمد عليها مع عملائك. يمكن أن تُجري هذا الاختبار في مقابلة مباشرة أو عن بُعد من خلال التواصل مع عينة من العملاء عن طريق برامج الدردشة الحيَّة.

المميزات

في اختبارات المقابلة الشخصية، ستكون مسؤولًا عن عرض منتجك مباشرةً إلى العميل أو مجموعة من العملاء، ومن ثم سؤالهم عن الأمور التي يهمك معرفتها، ما يعني حصولك على إجابات دقيقة ووافية، والتركيز على نقاط القوة والسؤال المباشر عن نقاط الضعف، مما يؤهلك لفهم طريقة تفاعل العملاء مع المنتج بشمول ودقة.

ولذلك من المفيد أن تدرس أهم الأسئلة التي يعنيك إجاباتها؛ حتى تكون قادرًا على إدارة المقابلة الشخصية بمثالية. وهذه بعض النماذج للأسئلة التي يمكن التركيز عليها:

  • هل وافق المنتج توقعاتك، وهل كان قادرًا على حل مشكلتك أو مساعدتك؟
  • هل كان المنتج سهل الاستخدام (سهل الفتح والإغلاق والحَمْل.. إلخ)؟
  • ما رأيك في التصميم؟
  • هل كنت قادرًا على تمييز المنتج من منتجات العملاء المنافسين من النظرة الأولى؟
  • هل لاحظت أي عيوب في أثناء استخدامك للمنتج؟
  • ما رأيك في ميزة كذا (اذكر أحد مميزات المنتج)؟
  • هل ترشحه لأحد أصدقائك؟
  • ما مدى رضاك عن الأداء؟
العيوب

ومع ذلك، فالتواصل المباشر سواء في مقابلة واقعية أو عن بعد يستهلك الكثير من الموارد -وإن كان بنسبةٍ أقل في حالة التواصل عن بعد- لأنك ستحتاج إلى أكثر من شخص للمتابعة مع العملاء، وستتمكن فقط من إجراء عدد محدود من المقابلات.

ولكن يعتمد القرار النهائي على طبيعة شركتك الناشئة، فعلى سبيل المثال: إذا كنت تمتلك مقرًا على أرض الواقع، فلمَ لا تُفكر في الاستفادة من ذلك في جذب الجمهور المستهدف إلى شركتك؟ إذ ستفيدك هذه المقابلات بأكثر من طريقة بخلاف إجراء الاختبارات، فهي تُروج لمقر شركتك وتُعرّف العملاء على بعض أقسام الشركة وهيكلتها، بالإضافة إلى إعطائهم مساحة لرؤية طريقة الإدارة وتصنيع المنتجات، مما يزيد من الشفافية ويُعزز من ثقتهم في منتجاتك.

اختبارات المراقبة

سواء أقررت إجراء اختبار العميل لمنتجاتك على أرض الواقع أو عن بُعد، فهناك جزء آخر متعلق بعملية المتابعة، ألا وهو الإشراف على هذه المقابلات، فكما ذكرت سابقًا، يمكن أن تُعيِّن موظفين حتى يسألون العملاء مباشرةً عن مميزات المنتج وعيوبه. ومع ذلك، فهذا ليس شرطًا؛ إذ يمكنك اختبار العملاء دون خضوعهم لأي نوع من أنواع الإشراف.

ويتحقق ذلك من خلال دعوة العملاء إلى تجربة منتجك في قاعة مفتوحة مثلًا، ومن ثم تركهم بمفردهم يُجربون المنتج كما يشاؤون. في حين تقتصر مهمتك في هذه الحالة على مراقبتهم من خلال الكاميرات ومتابعة تفاعلهم مع المنتج وردود أفعالهم؛ أي أنك لن تتفاعل معهم هنا تفاعلًا مباشرًا. ويمكن أن تُركز على النقاط الآتية في تقييم تفاعل العملاء:

  • هل استخدم العملاء منتجاتي بسهولة؟
  • ما متوسط الوقت الذي قضاه العملاء في تجربة المنتج؟
  • هل استطاع المنتج تلبية توقعاتهم؟
  • هل أظهر أحد العملاء إعجابه أو غضبه عن المنتج أو تصميمه؟
المميزات

هذه الطريقة عملية إذا كنت بحاجة إلى قليل من المعلومات أو أردت تقليل التكاليف أو إجراء الاختبارات مع مجموعة كبيرة من العملاء؛ لأن كل ما تحتاجه هو مكان مجهزّ بمنتجاتك ومن ثم دعوة الجمهور للحضور.

العيوب

يعيب هذه الطريقة عدم دقتها، لأنك لن تحصل على معلومات وافية أو مباشرة من العملاء. وقد يدخل التخمين في عملية المتابعة، أضف إلى ذلك غياب التواصل الحيَّ مع العملاء؛ وهذا قد يضر بجودة تواصلك معهم.

2. اختبارات أ/ب

إذا كنت تمتلك فكرتين ترى أنهما سيساعدان الجمهور على الوفاء بحاجته، ولكنك متخوف من اختيار الفكرة الأقل شعبية، فيمكن أن تستعين هنا باختبار أ/ب (A/B testing) الذي يساعدك على معرفة الفكرة الأفضل للجمهور. هنا ستُقسِّم العملاء إلى مجموعتين، وستعرض على كل مجموعة منتجًا مختلفًا، ومن ثم تسألهم عن تقييماتهم أو تُحلل تفاعلهم مع المنتجات، وستعتمد في النهاية المنتج صاحب التأييد الأكبر.

لاحظ هنا أنك تستطيع إجراء اختبارات أ/ب إذا كنت مترددًا في اختيار منتجات مختلفة التركيب أو الرائحة أو التصميم الخارجي وحتى الألوان، ولكن يجب أن تُثبّت جميع العوامل وتُغيِّر فقط من عامل واحد. على سبيل المثال، لا يصح أن تضع منتجًا بتصميم مختلف ومركبات إضافية لا تُوجد في المنتج الآخر ومن ثم تعرضه على جمهورك؛ ففي هذه الحالة ستعتمد عملية اختبار العملاء على أكثر من متغير، مما يعطيك نتائج غير دقيقة، فكيف ستعرف أن ما أيده العملاء هو التصميم أم التركيب!

3. الاستبيانات

إذا أردت حلًا سهلًا وعمليًا، فستكون الاستبيانات هي خيارك الأول؛ لأنك تستطيع إنشائها في وقتٍ قليل جدًا من أحد برامج التصميم ومن ثم مشاركتها مع عملائك في قنوات التواصل بينكما، مثل الشبكات الاجتماعية أو موقعك الإلكتروني أو حتى حينما يتواصل أحد العملاء مع فريق الدعم لديك.

المميزات

تستوعب الاستبيانات العديد من الأسئلة المختلفة ويمكنك ترك ملاحظات أسفل كل سؤال لتوضيح مقصدك من السؤال، وهي مناسبة إذا أردت معرفة تقييمات لمنتجك مع أكبر شريحة ممكنة من العملاء. أضف إلى ذلك، أنه يمكنك الحصول على النتائج على هيئة رسوم توضيحية تلقائيًا (إذا استخدمت بعض البرامج المباشرة مثل جوجل فورم Google Form)، مما يساعدك على هضم ردود العملاء سريعًا ودون مجهود كبير.

العيوب

ومع أن الاستبيانات كما تلاحظ سهلة الإعداد والنشر، إلا أن معدل الردود قد يكون قليلًا مقارنةً بالشريحة المستهدفة. إضافةً إلى إمكانية تلقيك لردود متضاربة أو غير واضحة، ولن تتمكن من الرجوع إلى أصحابها مباشرةً وتوضيح الأمر لهم، وقد تحصل أيضًا على ردود مزيفة في حالة عدم قراءة العميل للأسئلة والإجابة عن الاستبيان بعشوائية، ما قد يؤثر على النتائج التي تحصل عليها.

كيف تستخدم الاستبيانات لإشراك العميل في عملية اختيار منتجك؟

  • حدد الفئة المستهدفة من الاستبيان
  • عيّن قنوات التواصل التي ستعتمد عليها لنشر الاستبيان
  • اختر فترة زمنية مناسبة لتلقي الردود
  • جهز الأسئلة، وحاول أن تسأل أسئلة مباشرة ومرتبطة بطبيعة منتجك، مثل:
    • هل استخدمت المنتج (ضع اسم المنتج هنا) من شركتنا؟
    • هل كان استخدامه سهلًا بالنسبة لك؟
    • ما رأيك في هذه الميزة (اذكر ميزة محددة في المنتج)؟
    • ما هي عيوبه التي اكتشفتها؟
    • ما هي المزايا التي يمكن أن نضيفها إليه؟
    • هل تفضله عن منتجات المنافسين؟
    • ما مدى رضاك عن المنتج؟
    • هل هو منتج تعتمد عليه؟
  • روّج الاستبيان إلى جمهورك، ووضح لهم بكل الطرق المتاحة أهميته؛ حتى تحصل على ردود أفضل.
  • حلل بعد انتهاء الفترة التي حددتها جميع الردود المُرسَلَة، واتخذ إجراءاتك القادمة وفقًا للنتائج.

4. مجموعات المناقشة

ستعقد في هذا النوع حوارًا محددًا مع مجموعة من العملاء، والمطلوب منك هو اختيار عينة من جمهورك ومن ثم دعوتهم إلى مقابلتك وإدارة الحوار مع جميعهم في آنٍ واحد بعقد جلسة نقاش لمدة ساعة أو ساعتين. وعادةً ما يكون المسؤول عن الجلسة هو مقدم المنتج أو المتخصص في إدارة عمليات التنفيذ.

على سبيل المثال إذا كنت تقدم تطبيقًا يساعد المصورين على إضفاء تأثيرات أكثر جمالية على صورهم، فسيكون في هذه الحالة مبرمج التطبيق هو قائد الجلسة؛ لأنه سيكون أكثر الأشخاص قدرة على السؤال المباشر عن مزايا المنتج وسيُركز على النقاط التي يتخوف منها والتفاصيل التقنية التي يود التأكد من إلمام المستخدمين بها.

وسيكون من المفيد دعوة شريحة متنوعة من جمهورك؛ أي كَوِّن مجموعة يكون كل فرد فيها ممثلًا ومعبرًا عن شريحة من المستخدمين الآخرين. اختر مثلًا مصورين مراهقين وكذلك متوسطي السن ويسكنون في مواقع جغرافية مختلفة، واجعل أيضًا طريقتهم في التصوير عاملًا في الاختيار، مثل مصورين يهتمون بالأماكن الطبيعية وآخرين يُركزون على صور البورتريه وهكذا.

المميزات

إذا نجحت في اختيار مجموعة معبرة عن جمهورك الأكبر، فستكون مجموعات المناقشة طريقة قوية للغاية حتى تعرف جمهورك عن قرب، وستُثري هذه الجلسات من رؤيتك وتُعمق من فهمك لاحتياجاتهم، ويمكن أن تُلهمك أيضًا لابتكار منتجات أخرى!

العيوب

قد تضرك هذه الطريقة إذا لم تنجح في اختيار جمهور معبر عن الجزء الأكبر من العملاء، مما يعطيك نتائج خاطئة أو مشوشة. لذلك نصيحتي هنا أن تعقد أكثر من جلسة نقاش مع مجموعات مختلفة؛ تجنبًا للوقوع في هذا الخطأ وحتى تتأكد من البيانات التي حصلت عليها.

5. اختبار بيتا (اختبار الجمهور للمنتج النهائي)

يناسبك اختيار هذه الطريقة إذا أنهيت العمل على منتجك بالفعل وأردت الحصول على تقييمات نهائية وشاملة عن منتجك الجاهز. تتبع العديد من الشركات على مختلف مستوياتها وأحجامها اختبار بيتا؛ حتى تتأكد من أن المنتج يعمل وفقًا لحاجة الجمهور وبناءً على توقعه، فلعلك لاحظت أو سمعت أن العديد من التطبيقات العالمية لها نسخة بيتا قبل إصدار النسخة النهائية.

المميزات

يتمكن شريحة من العملاء في هذه الحالة من اختبار منتجك والتفاعل معه. وما يجعل هذا الأمر مختلفًا عن باقي أنواع اختبارات العملاء للمنتج، هي أنك تعرضه بالصورة النهائية، وعادةً لا تغير الشركات أي مزايا رئيسية في منتجاتها بعد هذه المرحلة، بل إذا حدث تغيير، فسيكون بسيطًا ومتوجهًا أكثر إلى جانب التصميم أو السرعة وما إلى ذلك.

العيوب

التعرف على رأي الجمهور النهائي أمر مهم جدًا قبل إطلاق المنتج رسميًا، وإذا اتبعت خطوات صحيحة منذ البداية من تحديد الجمهور المستهدف والعمل على حل مشكلاته والحصول على آرائهم في أثناء عملية الإعداد، فغالبًا لن تواجه أي عيب في اختبارات بيتا، ولكن قد تظهر العديد من التحديات إذا كان أول لقاء بين جمهورك ومنتجك وقت عرض المنتج النهائي للسوق.

كيف تبدأ في إشراك العملاء في اختبار المنتج؟

بعد اطلاعك على أنواع الاختبارات المتاحة لإشراك العملاء في عملية الاختبار، حان الآن وقت التنفيذ، فمن أين تبدأ؟

  • حدد المنتج الذي ستُخاطب به جمهورك
  • اختر طريقة الاختبار التي ستعتمدها (بإمكانك اختيار أكثر من طريقة بناءً على عمر المنتج وطبيعته)
  • حدد معايير التقييم التي ستشاركها مع الجمهور في أثناء تجربتهم للمنتج. يمكن تفيدك الأفكار التالية في وضع تقييم منظم:
    • سهولة استخدام العملاء للمنتج أول مرة
    • سهولة تعلم الجمهور طريقة استخدامه مع الوقت
    • مزايا المنتج مقارنةً بالإصدار الأقدم منه أو مقارنةً بمنتجات أحد المنافسين
    • تحليل ردود أفعال الجمهور، خاصةً إذا اخترت عدم الإشراف عليهم في أثناء تجربتهم للمنتج
  • جهز مكانًا لعقد الاختبارات، أو الأدوات اللازمة وفقًا لنوعية الاختيار التي ستُجريها (على سبيل المثال استمارة الاستبيان)
  • تواصل مع جمهورك الذي اخترته. ولاحظ أنه يجب عليك اختيار عملاء من قائمة الشريحة التي تستهدفها، فليس من المنطقي اختيار عينة عشوائية لن تستخدم منتجاتك أو أي منتجات منافسة. وإذا لم تكن قادرًا على تحديد جمهورك، فأنصحك بقراءة هذا المقال: دليلك إلى إنشاء شخصية العميل buyer persona
  • حلل النتائج التي حصلت عليها، وابحث عن نقاط الضعف حتى تتجنبها في المرات القادمة. ويجب أن تكون قادرًا في نهاية هذه الخطوة على تحديد ما يلي:
    • كم عدد الأشخاص الذين استجابوا للدعوة؟
    • كيف كان لقاءهم مع شركتنا؟
    • كم عدد الأشخاص الذين أنهوا الإجابة عن الأسئلة كاملة؟
    • ما أكثر المزايا التي أوضحها الجمهور؟
    • ما أهم العيوب التي ذكرها العملاء؟
    • كم الوقت الذي استغرقه العملاء للإجابة عن الأسئلة؟
    • ما هي الأخطاء التي اُرتكبت في أثناء عقد الاختبار، سواء من الشركة أو الجمهور؟
    • ما هي الأخطاء الحرجة التي لا يُسمح بتكرارها في المرات القادمة؟

3 نصائح أخيرة حتى يكتمل نجاح اختبارات العملاء لمنتجك

وصولك إلى هذه الفقرة يعني أنك بت قادرًا على إجراء ما تريده من الاختبارات مع جمهورك، ولكن إليك بعض النصائح الإضافية التي ستُعزز من جودة ردود العملاء التي ستحصل عليها، كما سيفيدك الالتزام بها في مراحل تنفيذ الاختبار.

1. أنت تجري اختبارات العملاء لتتعلم

تذكر أنه لا توجد إجابات خاطئة، وإنما هدفك الأساسي من هذه الاختبارات هو فهم العميل دون فرض توقعاتك أو إجاباتك عليه. لذلك حاول أن تتخلص من أي افتراضات مسبقة، واجعل الأمر مفتوحًا للتجربة الحرة. وتذكر أيضًا أن تساعد الجمهور قبل الاختبار بإعلامهم بأي تعليمات مطلوبة أو تحذيرات تنتج عن استخدامهم الخاطئ للمنتج.

ولكن لا تقل الكثير من التفاصيل، لأن ذاكرة العميل لن تستوعب بأي حال من الأحوال سوى عدد محدود من المعلومات، إضافةً إلى أن العملاء يفضلون تجربة المنتج بأنفسهم، فهذا ما جاؤوا من أجله من البداية، صحيح؟ امتنع أيضًا عن تشتيت الجمهور في أثناء تجربة المنتج، وإذا لاحظت استخدامهم للمنتج بطريقة خاطئة، فلا تقاطعهم، بل انتظر وراقب ما سيقومون به فيما بعد.

أما إذا طلب منك أحد العملاء المساعدة في استخدام المنتج، فهذه نقطة مهمة جدًا يجب أن تُسجلها في ملاحظاتك ومن ثم تقيس عدد طلبات المساعدة التي حصلت عليها؛ لأنها مؤشر على صعوبة استخدام المنتج. وفي هذه الحالة، لا تساعد العميل بل شجعه على الوصول إلى الحل بنفسه. أما إذا اكتشف العميل عيبًا لا حل له بعد أو تعملون على معالجته فعلًا في الوقت الحالي، فيمكن أن تخبره حفاظًا على وقته وطاقته.

2. أنصت إلى العملاء وانتبه لكل التفاصيل المتاحة

في أثناء الاختبارات، يُعدّ الإنصات والمراقبة أساس النجاح. تجنب قيادة جمهورك ودفعه لما تود سماعه؛ حتى إذا اتبعت طريقة جلسات النقاش، يجب العلم بأن مهمتك تتوقف على إلقاء الأسئلة الرئيسية وتوجيه الحوار للنقاط التي تُقيّم على أساسها المنتج، وليس على تأييد رأي أو عرض وجهة نظرك.

استمع بعقلٍ متفتح لتفاعل الجمهور وحاول أن تجعل الاختبارات ثرية ومريحة؛ ليعبر كل عميل عن رأيه بصدق. ويجب أن تُلقي عناية خاصة للجمل التي يبدأها العميل بــ «أنا أفضّل…» و«لقد أعجبني هذا…» أو أي جملة يعبر فيها العميل عن رأيه مباشرةً؛ لأنها تُعلمك بإحساس العميل ومدى رضاه عن المنتج.

ولكن لا تكتفي فقط بتسجيل الآراء المنطوقة أو المكتوبة، لأنه يمكنك معرفة الكثير من خلال مراقبة ردود أفعال العملاء وإيماءاتهم في أثناء الاختبار أيضًا، لذلك سجل بكاميرا جانبية جميع الحوارات التي ستجريها مع الجمهور؛ حتى تعود إلى دراستها فيما بعد وتحليل ما جاء بها.

3. استهدف الجمهور الصحيح

انتبه إلى اختيار الجمهور الصحيح، وإذا كنت متعسرًا في إيجاد العملاء، فلا يوجد طريقة أفضل من التواصل مع العملاء الذين اشتروا إحدى خدماتك في وقت ما. تمتلك العديد من الشركات الآن بيانات عن عملائها أكثر من أي وقتٍ مضى، فلا أتذكر أنني اشتريت بعض المشتريات من إحدى الصيدليات الكبرى أو العلامات التجارية دون أن يطلبوا رقم هاتفي. ويمكن أن تتبع الاستراتيجية نفسها حينما يشتري العملاء منتجاتك، وتضع هذه الأرقام أو البريد الإلكتروني في مكان مخصص، ومن ثم تتواصل مع هؤلاء العملاء وتُشجعهم على حضور الاختبارات التي ستجريها.

تستطيع أيضًا طلب المساعدة من معارفك وأعضاء الفريق في شركتك. ويمكن أيضًا أن تحوّل العملاء الذين يتواصلون مع فريق الدعم إلى إجراء أحد الاختبارات، كما تستطيع عمل إعلانات ترويجية على الشبكات الاجتماعية لاستهداف جمهورك وتحويله لأحد الاختبارات.

الخلاصة

في النهاية، يمتلك عملاؤك البيانات التي تحتاجها وهم مستعدون لمشاركتها معك إذا اتبعت الطرق الصحيحة لتشجيعهم على ذلك. وأنصحك بتجربة مختلف أنواع الاختبارات، بل وحتى تكرارها مع المنتج نفسه، على سبيل المثال يمكنك إجراء اختبار قابلية الاستخدام مرتين، مرة مع الصورة الأولية من المنتج، ومرة بعد عرضه في السوق.

تم النشر في: قاعدة المعرفة