إدارة خدمة العملاء عبر الشبكات الاجتماعية: إستراتيجيات وحيل

خدمة الدعم المثالية هي تلك التي تتمكن من الوصول إلى عملائها في أكثر أمكانهم حضورًا، لتكون سابقة بخطوة لدعمهم والتفاعل معهم. ولا يختلف اثنان على أن الشبكات الاجتماعية تستحوذ على اهتمام العملاء بصورة يومية، الأمر الذي لم يدع خيارًا أمام أصحاب الأعمال لإعداد خطة مناسبة لإدارة خدمة العملاء عبر الشبكات الاجتماعية. فكيف يمكنك الارتقاء بأنشطة دعم العملاء وتطبيق أفضل ممارساتها عبر منصات التواصل الاجتماعي؟

جدول المحتويات:

ما هي خدمة عملاء الشبكات الاجتماعية؟

تختص خدمة عملاء الشبكات الاجتماعية بتوفير الدعم للعملاء الذين يتركز حضورهم في القنوات الاجتماعية مثل: فيسبوك وإنستغرام وتويتر ولينكد إن، من خلال فريق دعم متخصص للإجابة على الاستفسارات وحل المشكلات والتفاعل مع العملاء بطريقة أقل رسمية وأكثر اجتماعية مقارنةً بطرق الدعم الأخرى، ولجعل العلامة التجارية أقرب لعملاء تلك المنصات، فضلًا عن توفير الدعم الإرشادي الاستباقي، والمساعدة في تهيئة العملاء الجدد عبر الشبكات الاجتماعية.

لماذا يفضل العملاء الحصول على الدعم عبر الشبكات الاجتماعية؟

ينظر العملاء إلى الشبكات الاجتماعية على أنها “صوت العميل” الذي يستخدمونه للمطالبة بتلبية احتياجات محددة يتطلعون إليها من خلال خدمة دعم مميزة توفر لهم:

  • سرعة الاستجابة: يتوقع 32% من عملاء منصات التواصل الاجتماعي الحصول على إجابات خلال 30 دقيقة، فيما يتوقع 42% منهم الحصول عليها خلال 60 دقيقة.
  • الثقة: تتميز شبكات التواصل الاجتماعي بالشفافية، مما يتيح للعملاء الاطلاع بحرية على مراجعات حقيقية لعملاء آخرين بدلًا من مجرد الانسياق وراء الادعاءات التسويقية للعلامات التجارية، ومعرفة مدى استعداد العلامة التجارية لبذل الدعم الذي يتطلعون إليه عندما يحتاجونه، مما يمنحهم الثقة ويعزز قراراتهم بشأن شراء المنتج أو الاشتراك في الخدمة.
  • سهولة الوصول: يتطلع عملاء الشبكات الاجتماعية إلى الحصول على الدعم الذي يريدونه بسهولة من خلال برامج وتطبيقات يستخدمونها يوميًا بالفعل، مثل: فيسبوك أو تويتر، بدلًا من أن يضطر العميل إلى الدخول أولًا إلى الموقع الإلكتروني للعلامة التجارية ليتمكن من التواصل مع فريق الدعم الفني مثلًا، أو يضطر إلى إجراء مكالمة هاتفية قد يستثقلها لإجابة استفساره.

هل خدمة العملاء عبر الشبكات الاجتماعية ضرورية لأعمالك؟

عملاؤك حاضرون بالفعل يوميًا عبر منصات التواصل الاجتماعي سواء وفرت لهم خدمة دعم فني عبرها أو لم تفعل، ولا شك أنهم يتشاركون تجاربهم ومراجعاتهم السلبية أو الإيجابية عن علامتك التجارية، إذ تشير الإحصاءات إلى أن 90% من العملاء يلجؤون إلى الشبكات الاجتماعية للتواصل مع العلامة التجارية. فإذا لم تكن متواجدًا بخدمة مثالية تتولى إدارة مراجعاتهم وتعليقاتهم وتوفر الدعم الذي يحتاجونه، فثمة العديد من المنافسين الذين يخططون للاستحواذ عليهم من خلال القنوات نفسها. إليك إشارة موجزة لأهمية توفير خدمة عملاء عبر الشبكات الاجتماعية لأعمالك:

  • توفير الجهد وترشيد النفقات، إذ تُعدّ إدارة خدمة العملاء عبر الشبكات الاجتماعية أقل كلفة بمعدل 12 مرة مقارنةً بإدارتها عبر التواصل الهاتفي.
  • زيادة معدل الاحتفاظ بالعملاء من خلال التفاعل معهم وتوفير الدعم لمشكلاتهم، في حين يؤدي تجاهل التعليقات عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى زيادة معدل انحسار العملاء (Churn Rate) بنسبة 15%.
  • تحويل العملاء المحتملين إلى عملاء فعليين، إذ يتحمس 54% منهم إلى التعاون مع العلامات التجارية التي تتفاعل بكثرة مع تعليقات العملاء وتجيب عن أسئلتهم واستفساراتهم عبر الشبكات الاجتماعية.
  • تحسين صورة علامتك التجارية من خلال إدارة تعليقات والتدخل لحل مشكلات العملاء قبل تفاقمها أو انتشارها.

ولتتمكن من معرفة مدى حاجة عملائك للدعم عبر منصات التواصل الاجتماعي، ضع المؤشرات التالية في حسبانك:

  • كمية الطلبات التي تتلقاها من العملاء لإتاحة الدعم عبر الشبكات الاجتماعية.
  • توقعات عملائك وانطباعاتهم ومراجعاتهم حول سرعة الاستجابة وطريقتها ومكانها عندما يتواصلون مع علامتك التجارية.
  • مراقبة المحتوى المتداول عن علامتك التجارية سواء من التعليقات أو الإشارات أو المراجعات ونحو ذلك، يمكنك استخدام أدوات مثل: تنبيهات جوجل (Google Alerts).
  • طبيعة منتجاتك أو خدماتك ومدى ارتباطها بأنشطة العملاء على الشبكات الاجتماعية.
  • توفير منافسيك في المجال نفسه خدمات دعم اجتماعية لعملائهم، مما يشير إلى ضرورة منافستهم في تلك القنوات بخدمات تتفوق عليهم.

آلية توفير الدعم عبر الشبكات الاجتماعية

تتنوع الاستراتيجيات التي يمكنك اتباعها لتنفيذ خطتك في خدمة عملاء الشبكات الاجتماعية، وتتوقف الآلية التي ستختارها لتوفير الدعم على حجم نشاطك التجاري وحجم عملائك وإمكاناتك، ما يعني أنه بإمكانك تغيير الآلية أو تبديلها مستقبلًا وفقًا لتجربة عملائك وكلما ازدادت أعدادهم. وعلى هذا الأساس، يمكنك الاختيار من بين الآليات التالية:

  • توجيه طلبات الدعم الواردة في الشبكات الاجتماعية إلى خدمة الدعم الفني في مركز المساعدة، وهذا خيار مناسب للأعمال الصغيرة أو المبتدئة أو الأعمال التي لا تستلزم دعمًا اجتماعيًا متخصصًا مع وجود أعداد محدودة من العملاء.
  • توفير الدعم من خلال القنوات الاجتماعية نفسها، من خلال توظيف متخصص لمراقبة الطلبات الواردة والإجابة عليها، ويكون هذا الخيار مناسبًا للأعمال التي تتلقى طلبات دعم بأعداد معقولة وليست كبيرة نسبيًا.
  • استخدام إحدى الأدوات التي تتيح توفير الدعم للشبكات الاجتماعية، سواء أداة متصلة ببرنامج خدمة الدعم الفني أو مستقلة عنه. يناسبك هذا الخيار إذا كنت تتلقى طلبات دعم بأعداد كبيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي.

نصائح عملية لتوفير دعم مثالي عبر الشبكات الاجتماعية

تتطلب خدمة عملاء الشبكات الاجتماعية العناية ببعض الممارسات التي من شأنها أن تساعدك في تقديم الدعم الأمثل الذي يرقى إلى توقعات هؤلاء العملاء ويجعل علامتك التجارية أكثر قربًا واتصالًا بهم. إليك أبرز النصائح العملية، لتنفيذها في إستراتيجيتك:

1. راقب علامتك التجارية

قبل البدء في مباشرة خدمة عملاء الشبكات الاجتماعية عليك أولًا مراقبة علامتك التجارية، لتحديد القناة الاجتماعية الأنسب لتركيز جهود الدعم من خلالها، وهي تلك القناة التي يزداد فيها حضور جمهورك وتعليقاتهم وإشاراتهم لعلامتك أو تبادل الحديث عنها حتى دون إشارات. تتضمن عملية المراقبة والرصد أيضًا مراقبة المنافسين، لرصد المنصات التي يوفرون الدعم خلالها، ومعرفة الشبكات الأكثر استقطابًا لعملائهم.

وترتبط مراقبة العلامة التجارية بممارسة أخرى في السياق نفسه ستفيدك في رسم ملامح خطة الدعم وتخصيصها بالصورة التي تلائم عملائك، وهي عملية الاستماع الاجتماعي، والتي تستهدف الاستفادة من نتائج المراقبة في تحليل ما وراء كل تعليق أو مراجعة أو شكوى، للعمل على تطوير خدمة عملاء الشبكات الاجتماعية أو تغيير ما يلزم فيها حسب حاجة العملاء.

بالتأكيد لا تُجرى عمليتي المراقبة والاستماع يدويًا، إذ يمكنك استخدام إحدى الأدوات التالية:

  • Mention: هي أداة مدفوعة أكثر تخصصًا في رصد منصات التواصل الاجتماعي وتحليلها، لمراقبك علامتك التجارية أو منافسيك أو تتبع أي محتوى على الشبكات الاجتماعية.
  • Google Alerts: أداة مجانية بسيطة من جوجل تركز على مراقبة العلامة التجارية على الويب، يمكنك من خلالها مراقبة المعلومات المتداولة عن اسمك أو اسم علامتك التجارية ومنتجاتك أو خدماتك، فضلًا عن مراقبة منافسيك والتعرف على المستجدات ذات الصلة بنشاطك التجاري.

وثمة منصات اجتماعية توفر أدوات مجانية لمراقبة الأداء وجمع المعلومات، مثل: فيسبوك التي توفر أداة Audience Insights، يمكنك من خلالها أيضًا متابعة الأشخاص الذين يتحدثون عن علامتك التجارية أو يتفاعلون معها. ويوفر تويتر أداة Twitter Analytics، لمتابعة الانطباعات والإشارات والمتابعين ونحو ذلك، فضلًا عن أداة Instagram Insights التي يوفرها إنستغرام.

وقد تتطلب عملية مراقبة الشبكات الاجتماعية بعض الجهد في البداية، لكنها تصبح أسهل وأكثر فاعلية إذا كان برنامج خدمة العملاء الذي تستخدمه يتيح إمكانية الربط بقنوات التواصل الاجتماعي، عندها يمكنك الرصد لحظيًا، والمتابعة والاستجابة بأسرع وقت. وفي زيتون ندرك أهمية مرحلة الرصد وسرعتها في إنجاح خطة الدعم عبر الشبكات الاجتماعية، فقد حرص مطوروه على العمل على إضافة ميزة الربط بالشبكات الاجتماعية في القريب العاجل إلى سلة الخدمات التي يقدمها لتوفير أفضل تجربة دعم فني تتيح إدارة صناديق البريد المشتركة والدردشات الحية وبناء قاعدة المعرفة وغيرها.

2. أنشئ قناة اجتماعية لدعم عملائك

من المفيد أن تخصص علامتك التجارية حسابًا منفصلًا لتقديم الدعم عبر الشبكات الاجتماعية، إذ يُعدّ هذا أحد الوسائل التي من شأنها أن تسهل وصول عملائك للدعم، وتجعل خدمة العملاء أكثر تنظيمًا. ولا شك أن توظيف فريق متخصص لدعم منصات التواصل الاجتماعي سيساعدك في تحقيق أفضل النتائج، ويعزز تواجد الدعم بصورة منتظمة. عليك إخضاع الفريق لفترة تدريبية يتمرسون فيها على اكتساب مهارات إدارة منصات التواصل الاجتماعي وتقديم الدعم عبرها.

3. وفر دعمًا شاملًا واستباقيًا لعملائك

لا يقتصر دور خدمة العملاء عبر الشبكات الاجتماعية على حل المشكلات والرد على التعليقات، إذ تتسع مهام الدعم التي توفرها الخدمة لتشمل كل ما يجعل العميل أكثر قدرة على استخدام المنتج أو الخدمة من خلال مشاركة المصادر الإرشادية التي يحتاجها العملاء حتى قبل أن يطلبها العميل، مثل: الأسئلة الشائعة ومقالات قاعدة المعرفة والفيديوهات.

يعمل هذا الدعم الاستباقي لصالح علامتك التجارية في تقليل طلبات الدعم كنتيجة لتوفير مصادر الدعم الذاتي ومساعدة العملاء على حل مشكلاتهم، وكذلك يساعد في تهيئة العملاء الجدد عبر الشبكات الاجتماعية، لتحقيق أقصى استفادة من منتجاتك أو خدماتك وإدراك قيمة علامتك التجارية.

4. حقق معادلة الاستجابة المثالية

ومن جهة أخرى، فإن أفضل استجابة تقدمها خدمة العملاء عبر الشبكات الاجتماعية لا بد أن تتحقق فيها بعض العوامل التي من شأنها أن تساهم في تنمية الشعور الإيجابي لدى العملاء تجاه العلامة التجارية من خلال تحقيق مستويات جيدة من رضا العملاء وتلبية احتياجاتهم. يمكنك تحقيق الاستجابة الأمثل من خلال:

  • السرعة: فلا تجعلهم يملون الانتظار. ويتحقق هذا من خلال الاتصال المنتظم لفريق خدمة العملاء المُدرب على اتخاذ الإجراء السريع والصحيح.

في اللقطة التالية، لاحظ كيف أنقذت مراقبة الشبكات الاجتماعية أمازون من هذا المأزق من خلال التدخل السريع، إذ تشاركت إحدى العميلات تجربتها السلبية مع صفحة “The Power Of Social Media” حول شراء ثلاجة غير مطابقة للمواصفات التي طلبتها وتخاذل خدمة الدعم الفني عن حل المشكلة، لكن سرعة تواصل ممثل خدمة الدعم عبر الشبكات الاجتماعية بعد أقل من 3 دقائق وحرصه على المتابعة حسّنت الموقف وعالجت المشكلة قبل تفاقمها.

سرعة استجابة خدمة عملاء الشبكات الاجتماعية الخاصة بأمازون
  • الشفافية: فلا تظهر وكأن همك هو إخفاء المشكلة أو التهرب منها أو إثبات أن العميل هو المخطئ حتى وإن كان كذلك، ولا تحل التعليقات جميعها بعبارة “تم الرد على الخاص!” ولكن وازن ما بين ما يستدعي معالجته في الرسائل الخاصة وما يمكن أن تجعل النقاش عنه عامًا أمام العملاء، لأنهم يحبون الاطلاع على طريقة معالجتك وأسلوبك في خدمة العملاء، ويتخذون القرارات بناءً على ذلك، فاترك لهم مساحة للاستكشاف!
  • المحاكاة: فلا تتقيد بنبرة واحدة جامدة أو رسمية مبالغ فيها للرد على مختلف التعليقات، لأن هذا يقلل من الطابع البشري الذي يفضله عملاء الشبكات الاجتماعية. يمكنك محاكاة النبرة التي يتكلم بها العملاء ما لم تكن تعليقاتهم متعلقة بالغضب أو التذمر أو الاستهزاء بالتأكيد، ولكن فقط المتعلقة بالشكر أو الدعابة على سبيل المثال.فمثلًا، إذا كان أشار أحد العملاء إلى علامتك التجارية مستخدمًا أحد منتجاتك في صناعة دعابة رائجة، شاركهم المرح، ولا تأخذ الأمر على محمل الجد، فربما تكون هذه أفضل الدعايا المجانية واسعة الانتشار لعلامتك التجارية.
  • التعاطف والحماس: أَظهر تعاطفًا مع تجربة العميل السيئة، وحماسًا وابتهاجًا لتجربته الجيدة.
  • القيمة: يجب أن تتضمن استجابتك قيمة تعود على العميل بالنفع، خاصةً فيما يتعلق بالشكاوى أو الاستفسارات، إذ لا فائدة من تحقيق العوامل السابقة جميعها إذا لم يمثل تدخُّل خدمة العملاء إفادة تحاكي توقعات العملاء.

5. شارك في مبادرات لدعم العملاء

في سبيل الدعايا الناعمة والمجانية لعلامتك التجارية، لا تفوت المشاركة في الحملات الاجتماعية التي تنشئها تجمعات العملاء عبر منصات التواصل الاجتماعي للحصول على دعم يلبي احتياجاتهم كما يتطلعون، مما يكون له أكبر الأثر في تحسين صورة علامتك التجارية وترك شعور إيجابي لدى العملاء. الأمر الأكثر أهمية هو أن تتمكن من تقديم خدمة دعم اجتماعية ذات مصداقية تحقق مطالب العملاء كما يطالبون في مبادراتهم، لأنهم سيكونون أشد حرصًا من ذي قبل على متابعة أداء خدمة الدعم المقدمة لهم.

مثال: انضمت العديد من العلامات التجارية المعروفة إلى مبادرة بعنوان “حل مشكلتك في 48 ساعة”، من ضمن تلك العلامات من يقدمون خدمات دعم مرضية بالفعل، والآخرون يسعون إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتحسين صورة خدمة الدعم السيئة السابقة -وهذا ما يتضح من خلال التعليقات- إذ تُعدّ تلك المبادرات فرصة حقيقة يمكن استغلالها في إعادة حشد العملاء إذا أثبتت العلامة التجارية جديتها في توفير خدمة دعم أفضل.

مبادرات حل مشكلتك في 48 ساعة التي تسابقت إليها مختلف العلامات التجارية

6. أَتِح دعمًا عندما تكون غير متصل

صحيح أن سرعة الرد والاستجابة مطلوبان في دعم عملاء الشبكات الاجتماعية، لكن هذا لا يعني أنه يلزم فريق خدمة العملاء أن يكون متصلًا على مدار الساعة أو طوال الأسبوع، عليك أولًا توضيح الأوقات التي تتوفر فيها الخدمة، ثم استفد من النصائح التالية في توفير دعم أفضل عندما تكون غير متصل:

  • وفر روابط تحيل إلى مصادر للدعم الذاتي، مثل روابط قاعدة المعرفة.
  • استخدم الردود الفورية أو روبوتات الدردشة chatbot لتوفير ردود أولية وإمداد العملاء بالمعلومات الأساسية والإجابة عن الأسئلة الشائعة البسيطة.
  • وضح الأوقات التي يكون فيها الفريق غير متصل، ولا تتركهم يكتشفون ذلك بأنفسهم.

7. اختر أنسب المحادثات: عامة أو خاصة

في كثير من الأحيان يكون من الأفضل لصالح علامتك التجارية أن تجعل تفاعلاتك مع العملاء واستجاباتك علنية، لأن ذلك يضفي مزيدًا من المصداقية والشفافية، فحينها أنت لا تخاطب عميلك وحده، بل تخاطب كل مستخدم شاهد على تلك المحادثات، والذي من الممكن أن يكون عميلًا محتملًا، فتترك لدى الجميع انطباعًا بأنك الأقرب إلى عملائك والأكثر تفاعلًا معهم. أما إذا تطلبت المحادثة بعض الخصوصية سواء لأبعاد تتعلق بمعلومات العميل أو علامتك التجارية، فاترك تعليقًا يعبر عن اهتمامك واطلب من العميل بلطف إكمال الدعم عبر الرسائل الخاصة للاستفسار أكثر.

8. تتبّع نتائج خدمة العملاء

لا شك أن استثمارك في إعداد إستراتيجية خدمة العملاء عبر الشبكات الاجتماعية يستلزم متابعة نتائج تلك الإستراتيجية، لتتمكن من تقييمها وتقويم أدائها وتحسينها، للحصول على أفضل النتائج. عليك تتبّع الأداء من خلال مقياسين أساسيين:

  • رضا العملاء: يجب قياس مدى رضا العملاء عن مستوى الدعم الذي حصلوا عليه، يمكنك إجراء استطلاعات الرأي بعد الخدمة لاستكشاف ذلك.
  • استجابة فريق الدعم: عليك متابعة مستوى أداء ممثلي خدمة الدعم عبر الشبكات الاجتماعية، لمعرفة معدل سرعة الاستجابة لكل منهم وعدد التعليقات أو الشكاوى التي نجحوا في حلها ونحو ذلك.

إشارات تحذيرية

انتبه من أتمتة الردود

كما أشرنا، فمن الوارد أن تستخدم أدوات لأتمتة الردود أو روبوتات الدردشة Chatbots القائمة على الذكاء الاصطناعي، لزيادة سرعة الاستجابة وتخفيف الضغط، لكن مهما كانت الأداة التي تستخدمها، فيجب أن تخضع للمراقبة والاختبار للتأكد من منطقيتها، حتى لا تضع علامتك التجارية في مأزق محرج أمام العملاء يزيد من غضبهم وسخريتهم. فمثلًا، في أحد شكاوى العملاء ضد الخطوط الجوية الأمريكية كتب العميل: “شكرًا لأسوأ الخطوط الجوية في العالم!”، فكان الرد الآلي هكذا: “شكرًا لدعمك! نتطلع لمستقبل لامع معكم”!

في السياق نفسه، اطّلع بعناية على المحادثة التالية لأحد العملاء مع خدمة عملاء العلامة التجارية فريش Fresh، تلك المحادثة المثيرة للضحك بقدر ما أثارت غضب العميل وتذمُّره من الرد الآلي المتكرر، فضلًا عن عدم قدرة ممثل خدمة الدعم عبر الشبكات الاجتماعية على تلبية طلب العميل كما يتضح في اللقطة التالية:

خطورة أتمتة الردود

تعامل بحكمة مع التعليقات السلبية

وانطلاقًا من التعليق السلبي في الفقرة السابقة، فإن تعامل خدمة الدعم مع التعليقات السلبية أمرًا يتطلب مهارة في إدارة الموقف للعمل على تحويله لصالح العلامة التجارية أو الخروج بأقل الخسائر على الأقل. ستفيدك النصائح التالية:

  • اعتذر وتحمل المسؤولية إذا كان العميل على حق في شكواه، واقترح عليه حلًا أو اثنين كتعويض.
  • إذا كان هناك سوء فهم أو خطأ من العميل، فاعتذر أيضًا على التجربة التي واجهته وأظهِر تعاطفك معه، ثم اشرح له التوجيه الصحيح لتدارك المشكلة.
  • احرص على الرد على التعليق السلبي علنًا أولًا، لإثبات شفافية علامتك التجارية واهتمامها، ثم اطلب من العميل بلطف التواصل على الرسائل الخاصة أو عبر الهاتف للحصول على مزيد من التفاصيل.
  • لا تفكر للحظة في تجاهل أي تعليق سلبي مهما كان.

فيما يخص مشكلة تجاهل التعليقات والمراجعات السلبية ومدى تأثيرها في اشتعال غضب العملاء، فضلًا عن إتاحة مساحة للمنافسين لانتهاز الفرصة أو أن العملاء أنفسهم يرشحونهم كبديل أفضل، لاحظ الشكوى التالية التي لم يفكر “أوبر” بمعالجتها أو التعامل معها بتوظيف فريق لدعم عملائه عبر الشبكات الاجتماعية، فانهالت التعليقات السلبية والمراجعات السيئة التي تعزز الشكوى، وتتوالى ترشيحات العملاء لمنافسين مثل: إن درايفر InDriver ودي دي DiDi:

التعامل بحكمة مع التعليقات السلبية

التعليقات السلبية

حافظ على اتساق الدعم

عند إعداد إستراتيجية دعم عملاء الشبكات الاجتماعية، ضع في حُسبانك تهيئتها لتكون طويلة الأمد منتظمة الاتساق، ونعني باتساق خدمة الدعم هنا استمراريتها وقدرتها على تلبية احتياجات العملاء بالكفاءة نفسها. فمثلًا، قد تتمكن إحدى العلامات التجارية من توفير دعم مثالي يحظى بإعجاب العملاء لفترة، ثم تنقطع أو تتكاسل عن الاستمرار وتعتقد أن ولاء العملاء مضمون، لكن الخبر السيئ هنا أن العملاء أصبحوا أكثر وعيًا وترقُّبًا إذا شعروا بالتجاهل، ومهما بلغ ولاؤهم لأي علامة تجارية، فإنهم مستعدون للتحول إلى المنافسين الأكثر تلبية لاحتياجاتهم، بل والأكثر من ذلك أنهم يتشاركون تجربة انقطاع الدعم عنهم عبر المنصات الاجتماعية.

أخيرًا، فإن نجاح تجربة العميل مع علامتك التجارية لهو أمر يستحق الرصد والمتابعة وبذل الجهد لتوفير الدعم الذي يعزز إيجابية تلك التجربة، ولأن عملائك يتشاركون تجاربهم ويتطلعون إلى دعمك عبر مجتمعاتهم الافتراضية، فلا خيار أمامك الآن في إتاحة خدمة العملاء عبر الشبكات الاجتماعية، لتكون أكثر قربًا منهم من أي وقت مضى.

تم النشر في: أغسطس 2022
تحت تصنيف: إدارة تفاعلات العملاء | خدمة العملاء